فهم طبيعة الأشياء بعمق يسهل كثيراً عند التعامل معها بشكل صحيح، ولحل أي مشكلة لابد من معرفة حقيقتها وأسبابها والدوافع والأجواء المحيطة بها، كذلك لا يختلف الأمر كثيراً عند تربية الفتيات المراهقات. إن العديد من مشكلات الفتيات التربوية بينهن وبين الآباء والأمهات تنشأ نتيجة لعدم فهم سيكولوجية الفتيات، الأمر الذي قد ينعكس بالسلب على الدور والجهد الذي يقوم به الآباء تجاه الفتيات
وحتى لا يحدث استقطاب بين الدور المنوط بالوالدين أن يقوموا به وبين المفهوم الأمثل للتربية في التعامل مع الفتيات المراهقات، لا بد من فهم الأدوار والمسؤوليات التي يجب على الوالدين القيام بهما تجاه تربية الأولاد والبنات
في هذا المقال الموجز نستعرض بعض النصائح الموجهة للأبوين والتي من شأنها أن تسهم في بناء علاقة إيجابية بين المراهقات وبين المربين
١) الكلمة الطيبة مفتاح قلبها
المرأة بطبيعتها شخصية سمعية تستهويها اللطافة وتجذبها عذوبة ورقة الكلمات، مواقف عديدة قد يستعصي حلها بين رجل وامرأة ولكن بكلمات بسيطة ممزوجة بالعطف والحنان تحل تلك المشكلات وكأنها لم تكن
فعلى الوالدين أن يراعو هذا الأسلوب خلال التعامل مع ذويهم من المراهقات، وأن يدركوا أن المراهقة لم تعد صغيرة فهي عقلية تتكون، وشخصية تنمو وترى نفسها في القريب العاجل الأم والزوجة وربة المنزل… السبيل إلى قلب المرأة هو أذنها فالكلمات الرقيقة الحانية حين تتقدم طلبك فاعلم أن طلبك بات على وشك التحقق والقبول من المرأة عموما والفتاة المراهقة خصوصاً… والمراهقة شأنها شأن أي امرأة في الطباع والتعامل
٢) لا تستنكر طبيعة المرحلة
من الطبيعي أن الفتاة في مرحلة المراهقة تمر بمجموعة من التغيرات الهرمونية التي تؤثر على جميع عمليات الجسم الحيوية بما في ذلك صحتها النفسية… فلا تستغرب علامات الضجر التي تصدر منها تجاهك، قابل غضبها بابتسامة، ونرفزتها باحتواء
٣) التواصل ثم التواصل
التواصل مع البنات المراهقات قد يمنع من حدوث مشكلات كثيرة لا تحمد عقباها .. وعدم التواصل على المدى البعيد يؤدي لكبت المشاعر والأحاسيس التي حتما سيأتي يوم وتنفجر وهنا يمكن أن يحدث مالا يحمد عقباه؛ لذلك أيتها الأم كوني على تواصل دائم مع ابنتك ولا تعطي الفرصة للشيطان أن يملأ فراغها ولا لفتى طائش أن يداعب مسامعها
٤) غض الطرف عن السلبيات
في مرحلة المراهقة حاول/لي أن يكون التركيز على التحفيز والتشجيع أكثر من الالتفات للسلبيات، وإن استدعى الأمر بعض المجاملة فلا بأس… وذلك لأن شخصية المراهق ( الولد والبنت) يشتركان في الفخر والاعتزاز بالنفس فهم دائماً يرون المميز في أفعالهم وتصرفاتهم ولا يلتفتون لغيرها… لذلك حفزها وشجعها وبالغ معها في كلمات المدح والثناء
٥) أيها الآباء، لا تخجلوا
أخيراً فالتربية علم، وممارستها فن لابد من إتقانه، والإنسان قد يجهل كيفية التربية، وقد يكون الأب لا يمتلك حنكة احتواء أولاده ولا يعرف كيفية التعامل معهم في مرحلة معينة… هنا لا مانع من الاستعانة والاستشارة بالمتخصصين من أصحاب الخبرات
ولا يعني هذا أنك مربٍ فاشل أو أنكِ أمٌّ عاجزة عن سياسة شؤون بناتك، فالدنيا لا تخلو والبيوت لا تصفو على الدوام وأحيانًا يفتقد المرء إلى المشورة مهما كانت خبراته ومهاراته
ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة، فمن منا ينسى الرجل الذي شكا زوجته لعمر بن الخطاب، ومن ينسى الولد الذي اشتكى أباه لأمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه-
إن طلب المشورة لم يكن يومًا عجزًا ولا نقصًا، بل هو خلق عظيم وتصرف حكيم من سلكه ظفر على الدوام

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

اشترك في النشرة الإخبارية

لمزيد من المعلومات

نسعد بتواصلكم

الإثنين – الجمعة :
09:00 صباحاَ – 06:00 Pمساءَ

السبت :
10:00 AM – 05:00 PM

© 2023 -جميع الحقوق محفوظة لدى شامبيونز